الاثنين، 15 ديسمبر 2014

مقترحات عملية2: مهمـة ولد المحجـوب فــي ستراسبــورغ!

فـي تناغم بَيِنٍ مع الاحتقان السياسـي والاجتماعي المُعاش في كل مـن موريتانيا ... وفـي فنـزويـلا.. وإسرائيل!! وكـذا التجاوزات الكثيـرة ضد حقوق الإنسان في هذه البلدان، سيستضيف مبنى لويزويس في ستراسبورغ بفرنسا جلسـة علنية للبرلمان الأوروبـي فـي بحر الأسبوع الجاري وذلك بقصـد توجيه الاستفسار إلى ممثلـي حكومات الدول المشار إليها، أعلاه حول عدد مـن المواضيع المختلفة،
وللأسـف فإن موريتانيا، وهـي إحـدى الحكومات التي تحتل صفة الشريك الاستراتيجي للإتـحاد الأوروبي (UE) من ضمـن اللائحـة التي استطاع بعض من المشرعين الأوربيين إعدادها بإعتبارها بلدا يصك أسماعـه عـن الانتهاكات المرئية واللامرئية التـي تطـال العبيد والعبيد السابقين في الجمهورية الإسلامية، كما يندرج ذلك فـي سياق الضجـة التي أثارها اعتقال بيرام وجماعته في مدذينة روصو في الجنوب الموريتاني.
ودفعت منظمـة الأمم والشعوب غير الممثلـة/ Unrepresented Nations and Peoples Organization (UNPO) بالنائب في البرلمان الأوروبي تشارلز تانوك/ Charles Tannock ومارك ديميسميكير/ Mark Demesmaeker إلـى تبنـي السؤال وإثارتـه وسط زملائـه البرلمانيين بهدف إصدار مقــرر عاجل يوم الخميس القادم الموافق لـ18 دجمبر بشأن موريتانيا، وذلك إبان الجلسة الموسعة والتي تبدأ اليوم الإثنين في ستراسبورغ.
إننـي أعرف جيدا، وبالأسماء أولئك المناضلين الصادقين اللذين يقفان خلف هذا التطـور، وأعرف نبل مقاصدهم، كما أدرك طبيعة المهمـة وصعوبتها علـى كل حال، ليس بالنسبة لهؤلاء الراغبين في تسجيل نقاط ضد حكومة بلادهم، ولكـن بالنسبة للوفد الموريتاني المكون من مفوض لحقوق الإنسان برتبة وزيـر ومدير لوكالة "التضامن" الحكومية التي سبق وأن تعهدت بتأثيث بيوت لحراطين في المدن وآدوابة وفي الأرياف خلال شتاء قارس!.. فهل يقدر ولد المحجوب علـى إقناع السيدة فيديريكا موغريني/ Federica Mogherini رئيسة الديبلوماسيـة الأوروبية بإنجازات ملموسـة لوكالته، وهنا يكمن السـر الكبير!..
هنالك، أشياء سيئـة تجري بين الموريتانيين، ولكنهم لا يأملون في إخراجها إلى العلن ومـن بين هذه الأشيــاء موضـوع العبودية...!
فكيف سيسطع نجم منت أمحيحم وسـط الـ626 برلمانيا أوروبيا؟ أم أنها ستشعر هؤلاء بالغثيان ساعـة امتداحها لفخامة القيادة الوطنية!
ووسـط تحذيرات للمسئولين من العودة خائبين، سيعمل الثنائي الحكومـي رفقـة السفير الموريتاني لدى الاتحاد الاوروبي علـى إجهاض مساعـي المشرعين الأوروبيين القاضية باتخاذ القرار، ما وسعهم الجهـد، كما ينتظـر من الوفـد عقد مزيـد من الاجتماعات مع البرلمانيين الأوروبيين وخاصة الفرنسيين والألمان والإسبان بقصـد إحاطـة هؤلاء بالإشكال المثار، هذه الآونـة كلما استجد طارئ في ملف العبودية بموريتانيا.
شخصيا، لا انتظر نصرا مظفـرا للمنظمات الحقوقية على الحكومة في البرلمان الأوروبي، كما لا أولـي كبيـر أمـل إزاء العامل الخارجـي، فما دام الإتحاد الأوروبي يعـد موريتانيا شريكا استراتيجيا، فإن التعويل على إنهاء ذلك من قبل برلمانيين قلائـل يفتقد إلى المصداقية، (ملاحظة: هنالك إئتلاف قوي من البرلمانيين يتقدم هو الآخـر الى المجلس من أجل الاعتراف بدولة فلسطيـن رغما عـن اسرائيل، وليس من الوارد تحقيق مراده هو الآخر).
وبالمحصـلـة فإن الاحتمال الأكثر ورودا هــو أن يَـشْعِـرَ هؤلاء النواب الحكومة الموريتانية بالحرج البالـغ، لاسيما وأن الرياح الباردة باتت تهب عليها من كل جهة، بسبب ملف الاستـرقـاق،... ولكن أنواكشوط لا زالت ترفض مواجهة الحقائق، ولو كنت مكان محمد ولد عبد العزيز لتبنيت مواقف ومضامين اللائحـة المطلبية لممثلي الضحايا وخاصة وثيقة ميثاق لحراطين من أجل الحقوق الاقتصادية، السياسية والاجتماعية، ولأملت بأن أمسكها بكلتا يدي إلـى الأبـد.
إن الموريتانيين باتوا يشمئزون من رحلة الجمود السياسي، والوقوف على قـدم واحدة، لذا عرضت وما زلت أعرض الهدنـة لمدة عامين من أجل قيام منتديات عامـة تجمع الكل وتشرك المتطرفين والمغالين والمتعصبين إلى جانب الوطنيين، ومن بعدها سنخرج راضين أكثـر من أي مقرر –غير ملزم- قد يصدره البرلمان الأوروبي!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق