الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

هــل بإمكان مجتمعات البيظان تأسيس دولة لا تشيع فيها القبلية ..العبوديـة..الفســاد؟!


عـن نفســي أنا أشك في مكانية ذلك، تماما كما تنتابني نفس الأحاسيس حيــال إمكانية الحفاظ على الكيــان الموريتاني فـي ظل سيادة التراتبية الإجتماعية والإنتماءات القبليـة أولا وتفشــي ممارسات "العبوديـة"!،
وتكريس العقليات المناقضـة للتنوع الاجتماعي.. ونظرا لعوامل متراكمة ومتضافرة بحيث تمتد لتصل المجتمع الصحراوي بالمخيمات فإننـي أتساءل صراحـة كيف تسمح قيادة البوليساريو بقيام "دولة الصحراء الغربية" في ظل وضـع إجتماعـي وثقافي مشابه، إذا كان الشعب الموريتـاني يؤمن بفلسفة النعامة بحيث يتعمد إجلاس ممثلي القبائل البيضانية على مقاعد الريادة والسياسة، فإن مفاجأتـي الصادمـة كانت من خلال متابعتي لاهتمامات المشاركين والمشاركات في المـؤتمـر الـرابع عشر لجبهة البوليساريو.

ومن ذلك حض رئيس اللجنة الصحراوية لحقوق الانسان على محاربة العبودية باعتبارها خطر على مدنية الدولة الصحراوية وتهديد بين لنسيج المجتمع الصحراوي.
وهنالك مقال معنون بالاسبانية بـ Pasajes de una carta al liderazgo en vísperas del XIV Congreso وموقع من قبل الحاج أحمد الوزير الصحراوي المنتدب المكلف بامريكا اللاتينية. ونشرته معربا صحيفة المستقبل الصحراوي يأتي ما يلي: "ولا يستطيع احد أن ينكر اليوم أن الصفقة القبلية التي تعتبر مصدر كل الكوارث و العيوب هي في نفس الوقت القاعدة التي تتحكم في نظامنا السياسي، واصبحت منبع اساسي لشرعيته و بقائه، و هو ما يضمن لبعض القادة الذين يجسدون التمثيل القبلي مناصب دائمة في هرم السلطة، وحسب اصحاب هذه العقليات فان قيمة الشخص وبدل من ان تحددها سيرته و اعماله لصالح القضية اصبحت تلك القيمة تقاس بحجم قربه من الدوائر القبلية التي ينتمي اليها، و كأننا في مجتمع بدائي، انه لواقع محزن و مؤسف، وبعيد كل البعد عن الصورة الجميلة و الوهمية التي نسوغها في خطابنا للعالم".
وفتي التقرير الأدبي المقدم للمؤتمر قال الوزير الاول عبد القارد الطالب عمر، أن ظاهرة الفساد موجودة في مؤسسات جبهة البوليساريو وأن هذه الظاهرة أصبحت تهدد مستقبل مؤسسات الدولة الصحراوية. وفي العام 2014 تبوأت موريتانيا المرتبة 124في مؤشر الفساد العالمي.
بسبب العفساد..القبلية..العبودية..أعيد التساؤل :
هــل بإمكان مجتمعات البيظان تأسيس دولة لا تشيع فيها القبلية ..العبوديـة..الفســاد؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق