الجمعة، 17 يناير 2014

قلعة ولاتة: السجن الأكثر دموية في موريتانيا

قلعة الخوبة في ولاتة هي سجن مروع ومخيف، كما هي أسوأ الأسوأ، وقد أجبر فيه السجناء على العيش طيلة مدد حكمهم مقيدين بسلاسل حديدية، كما كان شبح الموت يلوح بيديه في كل لحظة أمامهم، وقــد أستشهد فيه أربعة من كبار مثقفي وسياسي المجتمع الموريتاني يتقدمهم الأديب والشاعـر

(تين يوسف كي)، والسياسي والديبلوماسي جيكو تفاسيرو، وحوله كتب الضابط بويا هارونا مؤلفه “كنت سجينا في ولاتة”…، وفي سجن ولاته تُدَمَر معنويات ونفسية السجين من خلال إقلاق راحته ووضعه وسط العزلة الخانقة، حيث يجد نفسه وسط أجواء من الكبت والضجر والسأم والملل والفراغ، كحالــة الرئيس الراحل (المخطار ولد داداه)، … حوله هذا السجن كتب الأخير يقول “إنه خراب لا أبواب به ولا نوافذ، وجدرانه متصدعة متهاوية ووسخة إلى أبعد الحدود. أما الأرضية فمشققة يكسوها الحصى والغبار. ولم يكن السقف أحسن حالا”.



وكان أحد الناجين من هول المكان (مخطار صار إبراهيما) وصفه بأنه الإصدار الجديد من “كوابيس الرعب والترويع ومرتع البؤس والعذاب”.



وبشكل عام هذا السجن شهد الكثير من الوفيات، وحالات الجنون والخلل العقلي، نظـرا للمعاملة السيئة التي تكتنف أجواءه، فقـد كان سكان المدينة التي تبعد عنه عدة كلمترات يسمعون أنين نزلائه من السياسيين الزنوج خاصة.

ولقـد أدين هذا السجن كثيرا لتجاوزاته في مجال حقوق الإنسان، قبل أن يتم إغلاقـه، واليــوم بدأت وسائل الإعلام المختلفة تسليط الضوء عليها بمناسبة إنعقاد مهرجان موريتانيا الثقافي الأول بمدينة ولاتة التاريخية، ولــم تتضمن فعاليات التظاهرة الأبرز لدى الموريتانيين، أي ذكــر لهذا السجن الذي تم تشييده في أوائل القرن الماضي على يدي السلطات الاستعمارية الفرنسية.

المصدر: http://ettabsir.info/?p=3614 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق