الجمعة، 20 نوفمبر 2015

رحم الله، محمد ولد أسويد أحمد


الفقيد
أنتقل إلى العالم الآخر صبيحـة اليوم الخميس المناضل الشهم محمد ولد أسويـد أحمد، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة الرياض حيث اقتصـر حضـور تشييعه على ثلـة قليلة جدا من الأهل والمناضلين.

إذا كانت هنالك جثث لا تستحق الدفن في قلوبنا، فإن جثمان المناضل محمد ولد أسويد أحمد باق في ذاكـرة الحركات الإحتجاجيـة في موريتانيا بصفة عامة؛ كان الفقيد عضـوا منخرطا في التحالف الشعبي التقدمـي(APP) وناشطا لفترة طويلة في مبادرة إنبعاث الحركة الانعتاقية (IRA)، قبل أن يبقـي على علاقته فقط بحزبه الأثير لديه.

عرفته بداية العام 2006، متظاهرا في جماهيـر الجبهة الوطنية للدفاع عن الديموقراطية (FNDD)، ثم صاحب شعارات ثورية في حركـة 25 فبراير التــي إلتحق بها إلى جانبي..!؛ كما كان من أنشـط المناضلين في (IRA) خلال ذروة نضالاتها، حيث مكنه ذلك من المساهمة في كشف العديد من الحالات المشتبه بوقوعها تحت دائرة الاسترقاق.

الفقيد يتوسط المناضلين 2011
عرف كل من رافق الفقيـد استهجانه وشجبه للعديد من السلوكيات، فهو صاحب أطول شعار نضالي :(لا للعبودية،والتمييز العنصري، والإقصاء والدونية والتهميش والانقلابات والديكتاتورية وووو)، وكان عكس أقرانه قوي الحجــة أمام خصومه وغالبا ما يحسم النقاش معهم لصالحه، ومن ذلك مشاركاته في النقاشات الشعبية التي كانت تنعقد لدى بائع الجرائد في ساحة أبلوكات كل صباح، الى جانب رفضـة لإستبداد القيادات النضالية بالرأي دون إشراك بقية المناضلين.

منــذ سنتان تعرض لمرض مزمـن وخبيث، مما أرغمه علـى ملازمة الفراش داخل كوخه المتواضع في مقاطعة الميناء..وهنالكـ عاش وحدة قاتلة بعدما أقعده المرض وتفــرق من حوله الأصحاب والرفاق، إلتقيته آخر مرة في مسجد بلدية الميناء فوجدت الزمان قد جار عليه كثيرا و المرض قد زاد إنهاك جسمه؛ فكان يحدثني عن مرارة النسيـان من قبل الرفاق أساسا ولم يفوت فرصـة القول بأنه "أنْتُومَا هَمَشْتُوني".
قيل لي أن محمد ولد أسويد أحمد ينحدر من ولاية لبراكنه وأن له ابنا وأبنةن من طليقته أطال الله عمرهما.

رحم الله، محمد ولد أسويد أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق