السبت، 23 مارس 2013

عميــل إستخبارات سابق يكشف عـن سابقة إعلامية "خطيــرة"! عزيز كلفني بأعمال مشبوهة وقذرة

ترجمة مدونة JEREFUSEETTOI?

حامد عمار، صاحب مؤسسة أمنية خاصة في مالي، وعميل استخبارات يعمل لصالح السلطات الموريتانية ما بين السنوات 2005-2007. وخلال إقامته الحالية بآبيدجان، إلتقيناه بوصفه أحد الماليين المنحدرين من سكان الشمال. وتحدث لنا خلال هذه المقابلة حول الحرب في مالي، كما إستعاد ماضيه في خدمة موريتانيا كعميل سـري.

حامد عمار، أنت أصيل شمال مالي، ما رأيك في الحرب الجارية هناك؟
أشكركم على إتاحة الفرصة، التي أتحتموها لي كــي أتعرض للفصول الدرامية التي شهدها بلدي جراء احتلال الشمال من قبل قوات الحركة الوطنية لتحرير أزواد ( MNLA)، والحركات الإرهابية الأخرى مثـل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وحركة أنصار الدين، وحركة الدعوة والجهاد في غرب أفريقيا وغيرها. و أنا أحيـي بحـرارة الحرب الدائرة حاليا ضد هـؤلاء الإسلامييــن، الــذي بغـوا في أرضنا أشهرا عديدة في حين وجد الأهالي أنفسهم فجأة في منطقة غير خاضعة للقانون، قبل أن يجري حشدهم لطرد الحركة الوطنية لتحرير أزواد إلى خارج الحدود، لقد رفض السكان أن تحتل هذه الحركة المتمردة، والحركات الإرهابية الأخــرى شمال مالي. ان حركة MNLA الانفصالية هي الناقل الأساسي لمظاهر عدم الاستقرار الحاصل في الشمال. كما أن هذه الحركة هي التي عززت من تواجد الإرهابيين في مناطق الشمال وذلك من خلال بيع وتوزيع الأسلحة عليهم بعد عودة عناصرها من ليبيا. و إلى جانب ذلك، أنا لا أفهم المجتمع الطارقي، الذي يمثل ما نسبته 12 إلى 15% من سكان الشمال وهو مع ذلك الواقع الديمغرافي يحاول أن يفرض على الآخرين الإستقلال.

وحول تداعيات الأزمة في مالي، فقد ذكر النائب الفرنسي نويل مامير، أن هؤلاء الجهاديين يمكنهم العثور على ملجأ في موريتانيا. طبعا برضا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وانه هو "عراب المخدرات" في المنطقة. ولقد كنت تعرفه قبل تسلمه السلطة، فكيف يمكنه الرد على ما مير؟
أنا، لا أستطيع أن أقول أن الرئيس ولد عبد العزيز هو "عراب المخدرات" كما يزعم النائب في الجمعية الوطنية الفرنسية، ومع ذلك، فأنا اقدر على القول بأنني كنت أعرف هذا الرجل عندما كان قائدا للحرس الرئاسي في ظل نظام ولد الطائع (الرئيس معاوية ولد سيد أحمد ولد الطائع، أطاح به الجيش في 3 أغسطس 2005)، ولقد كلفني ببعض الخدمات غير المشروعة إلى حد ما.

كيف تعرفت على العقيد ولـد عبد العزيز؟
تعرفت على الرجل في وقت سابق، حين كان الرئيس ولد الطائع في سدة السلطة، وكان هو قائدا لأمنه الرئاسي، وذلك بفضل أحد عناصر المخابرات الموريتانية يدعى سيدي ولد الهيبة، وهــو يعمل لصالح الملحق العسكري في السفارة الموريتانية في باماكو، وحينها كلفوني حينها بمتابعة المعارضين الموريتانيين في مالي و في المنطقة عموما و بصفة خاصة تنظيم "فرسان التغييـر" .

إذا أنت ساعدت فـي مطاردة "فرسان التغيير"؟
حدد مكان البعض من عناصر "فرسان التغييـر" في  تلك الفترة فــي ("فالادييه" faladiè)، وهـي المنطقة التي كنت اسكنها من باماكو، وفيها ربطت العلاقة بسيدي ولد الهيبة والذي كنت أشرت آنفا على أنه هو الذي جعلني على صلة بالملحق العسكري بالسفارة الموريتانية ببامكو، الأمر الذي خول لي إجراء اتصالات هاتفية مع قائد كتيبة الحرس الرئاسي، والذي لم يكن سوى العقيد عزيز، وقـد عرض علي في ذلك الاتصال أن اعمل على مساعدته في جمع المعلومات الكافية حول عناصر "فـرسان التغيير"، ثم خاطبني قائلا ستقدم خدمات كبيرة للشعب الموريتاني ولا يمكننا أن ننساها أبدا.

وفــي المحصلة، تم رصــد و إعتقال هؤلاء بناء على المعلومات التي كنتم توفرونها ؟
أود أن أقول بأنه لم يكن لدي ما يكفي من المعلومات عن هؤلاء. لقد بحثنا، ولكن يبدوا أن تنظيم"فرسان التغيير"، لم يكن سهل التعقب. كنا متواجدين للقيام بالمهمة ولكن لم نأتي بنتيجة إيجابية.

وماذا حصل بشأن علاقتك مع المدعو سيدي ولد الهيبه؟
لقد إستمر التعاون بيننا إلى حين الاتصال الذي ربطني بالعقيد محمد ولد عبد العزيز، ومن حينها اقتصر الاتصال بيني مع العقيد الذي ظل يطلب مني الخدمات.

أي نــوع من الخدمات كان يطلب منك؟
العقيد ولد عبد العزيز، طلب مني على سبيل الذكر العثور له على بعض الحيوانات النادرة مثل الغـزلان والطاووس، مدعيا أنه يمتلك مزرعة في موريتانيا. وهذا ما فعلته، عبر السفير الموريتاني في باماكو. بعـد ذلك، بدأ يطلب مني أشياء أخرى.

ثــم ماذا حصــل بعد ذلك؟
في مساء يوم 15 دجمبـر 2006، وعلى حدود الساعة السابعة والثامنة طلب مني العقيــد عزيز القيام لصالحه بمهمة في غانا. وبأنني سألتقي هنالك عراقيـا يدعى عثمان علوي، وهذا ما قمت به، وعندما وصلت هنالك بقيت أنتظر تعليمات أخرى بشأن الخطوة الموالية. وفي الحقيقة، كانا فيما يبدو على اتصال منذ كان ولد الطائع في السلطة، وكانا يتفاوضان حول صفقة أجهل تفاصيلها. وبعد الانقلاب الذي أزاح ولد الطائع وجلب العقيد عزيز للظهور في الفترة الانتقالية، تجددت رغبة الاخير في اعادة الاتصال بعثمان علوي. وقمت أنا بمهمة العثور على هذا العراقي في أكرا العاصمة الغانيـة. عن طريق هاتفه الذي زودني به العقيد عزيز...، وعندما وجدت المدعو عثمان علـوي قمت بربط الاتصال بينه والعقيد عزيز، وعندما وصلت إلى أكرا لم تكن لدي أدنى فكرة عن الموضوع الذي جئت من أجله، و اكتفيت بتنفيـذ المهمة و إظهار طاعتي العمياء، ولكنني اكتشفت أن العملية ترتبط بصفقة غير شريفة وغير قانونية.

ما علاقة ذلك بالاتهامات التي وجهها نويل مامير ضد العقيد عزيز؟
ما أحاول أن أجعلك تدركه، هــو العالم الذي يجري في الفناء الخلفي للذين يحكموننا، وهي أشياء ليست بالضرورة في متناول الجمهور، و أنا أعلم من خلال موقعي كعميل استخباراتي ببعض التجاوزات الممكن حصولها. ولكن ما هي مصداقية الاتهامات التي وجهها النائب الفرنسي للرئيس عزيز حول وصفه برعاية المخدرات؟ ولكم ولقرائكم  استطيع فقط أن أقول أن بعض قادتنا يستخدمون مراكزهم للمشاركة في بعض الأعمال المشبوهة والقذرة.

أجرى الحوار: آلسان نيادا
لصالح جريدة l’INTER  الافوارية
العدد 4439 الصادر بتاريخ الاربعاء 20 مارس 2013 الصفحة 8

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق